Biography
"كاهنة المسرح"، "شاعرة الصوت و مُثَقَّفتُه"... "ديفا الشرق" كما لقَّبتها الصحافة العربية والغربية و"المجاهدة في سبيل الفن الأصيل" كما قال عنها الكبير "وديع الصافي"، جاهدة وهبه مُجازة في علم النفس من الجامعة اللبنانية، وفي الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى حيث تابعَت دراستها في العزف على العود وفي الغناء الأوبرالي بالّلغة العربية، والإنشاد السرياني والبيزنطي والتجويد القرآني... حائزة أيضًا على دبلوم دراسات عليا في التمثيل والإخراج من الجامعة اللبنانية- معهد الفنون الجميلة، وهي عضو في نقابة الموسيقيين المحترفين في لبنان وفي جمعية الساسيم الفرنسية كما شغلت منصب رئيسة لجنة الثقافة والبرامج في مجلس المؤلفين والملحنين اللبناني.
لعبت أدواراً رئيسية، غناءً وتمثيلاً، في العديد من المسرحيات في لبنان والعالم العربي مثل" صخرة طانيوس" ، "شربل"، "نساء الساكسوفون" و "رباعيات الخيام" كما مثّلت في عدد من الأفلام نالت جوائز في مهرجانات عالميّة.
لحَّن لها كبار الموسيقيين اللبنانيين منهم وديع الصافي، إيلي شويري، زاد ملتقى، شربل روحانا، ميشال فاضل، وتعاملت في التوزيع الموسيقي مع الدكتور المايسترو عبد الله المصري، المايسترو اندره الحاج، المايسترو سمير فرجاني، كلود شلهوب، فارتان أغوبيان، اسامة عبد الرسول، فيليب توريو، ديك فادر هارست وغيرهم.
حاضرَت عبر العالم في الموسيقى وأصول الأداء والإلقاء وفي اللغة والشعر العربي وأبعاده في الغناء، ومثّلت لبنان رسمياً في أعرق المؤتمرات والمناسبات الفنية والثقافية مثل: مهرجان فاس العالمي، موازين، ربيع الثقافة البحريني، مهرجان الموسيقى العربية في القاهرة، جرش الأردني، IDF الفرنسي و"نساء مبدعات" التركي... وجالت العالم مغنّية القصائد والموروث الموسيقي الشرقي منشدة الحب، الأرض والانسان، وقيم الحق والجمال، فوشمت موروثَ الموسيقى الشرقعربية، بإضافات مختلفة من صوتها، ونسجتْ للأغنية لوناً خاصاً صار له اسمُها، فصار هذا الصوت، بيتاً عريقاً، يزوره كبار الشعراء والأدباء أمثال: الحلّاج، رابعة العدوية، غونتر غراس، جبران، لوركا، أنسي الحاج، سعيد عقل، بابلو نيرودا، محمود درويش، أمل الجبوري، أبو فراس الحمداني، بدر شاكر السّياب، لميعة عباس عمارة، أحلام مستغانمي، طلال حيدر، إيتيل عدنان، ناديا تويني، قاسم حداد، أدونيس، ولّادة بنت المستكفي، المتنبي، إبن عربي، الخيّام، جلال الدين الرّومي، الإمامين السهيلي والبوصيري وكبار غيرهم، حرصت على تقديمهم وبألحانها، لذائقةٍ فنية تبحث عن العمق والجودة، ما حمل كبار الجهات والمؤسّسات الرّسمية، المحلية منها والعالمية على تكريمها وتقدير مسيرتها الرّائدة والملهمة بشكل خاص للجيل الجديد... ومن بين التكريمات المهمة التي حصلت عليها فقد تمّ اختيارها عام 2013 من جامعة كامبريدج بريطانيا لتكون من ضمن 2000 شخصية مثقّفة في هذا القرن يخصَّص عن سيرتها ملف كامل ضمن صفحات معجم الجامعة العالمي كما كرّمها مهرجان الرّواد العرب برعاية جامعة الدول العربية كرائدة من رائدات الفن والثقافة في العالم العربي، ومؤخراً كرّمتها منظّمة الأسكوا التابعة للأمم المتحدة كواحدة من أهم مطربات الشرق الساعيات لنشر الثقافة والأصالة من خلال أعمالهن...
لها تجربة في كتابة نصوص شعريّة وغنائية كما أصدرت كتاباً بعنوان "الأزرق والهدهد/عشق في الفايسبوك" عن دار الساقي وحقّقت عام صدوره النجاح إذ احتلّ المرتبة الأولى من حيث مبيعات كتب الأدب في معرض بيروت الدولي للكتاب، وفي معرض الدار البيضاء كما شكّل مع غيره من الكتب التي تناولت العالم الافتراضي في الأدب، مادةً لدراسات أدبيّة متفرّقة، وتمّ اختياره في بعض مدارس لبنان ككتاب نموذج للتدريس ضمن مناهج الأدب.
قامت بإعداد الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام الّلبنانية نذكر منها فيلم" تانغو الثورة" للمخرج إيلي كمال وقد تعاونت في هذا الفيلم مع الفيولونيست العالمي روبي لاكاتوس، كما شاركت في مسرحيات وأفلام وثائقية عن سِيَر عمالقة الأدب العربي والعالمي مثل جبران، غونتر غراس والسّياب ...
أعدّت وغنّت في باريس وغيرها من العواصم، وبالّلغة العربية، مجموعة من أغنيات الأيقونة الفرنسية إديت بياف، بمناسبة المئوية على ولادة بياف وحقّقت نجاحاً باهراً وتتحضر لإطلاق ألبوم كامل من أعمال بياف بالعربيّة.
اعتبر ألبومها "مزامير" رسالة سامية ضد الظلاميّة والتعصب وانتصاراً لإنسانية الإنسان إلى أية ديانة انتمى.
لحّنت وغنّت منذ اكثر من عامين أكثر من عشرين قصيدة صوفية لأعلام الصوفية العرب وغير العرب، عُرضت على عدة قنوات عربية خلال شهر رمضان المبارك وصدرت بعدها بشكل ألبوم على كافة التطبيقات الألكترونية العالمية بعنوان
"تُرجمان الأشواق".
تم إعلانها منذ أعوام سفيرة للمنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية كما ولمجلس المرأة العربية.
مؤخراً افتتحت نشاطات المحرّق/ البحرين عاصمة للثقافة الإسلامية بحضور عشرين وزير ٍ للثقافة من كل العالم كما أحيت حفلاً ضخماً في مسقط، في دار الأوبرا السّلطانية مع الأوركسترا السيمفونية العُمانية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، غنّت فيه من مؤلّفاتها ومن كلاسيكيات الغناء العربي وكانت هذه المرة الأولى التي تعزف فيها الأوركسترا السيمفونية في حفل مع مطربة تؤدي غناء شرقياً بالمقامات والإيقاعات الشرق- عربية.
شاركت قبل ازمة كورونا في مشروعين عالميين، الأول في فرنسا/ رين حيث غنت ومن دون ميكروفون في حفل A l'Unisson مع الاوركسترا السيمفوني البريطاني وأكثر من ١٥٠ عنصراً من الكورالات الفرنسية بقيادة المايسترو نادر عباسي، والثاني في "أوبرا شهرزاد" في تونس، مشروعها الجديد المستمر، والمدعوم من مؤسسة "آفاق" حيث أدت دور "شهرزاد" تمثيلاً وغناءً حيّاً مع الاوركسترا السيمفوني لضفاف المتوسط وكورالَي مدينة سوسة وأوبرا نيس بقيادة المايسترو سمير الفرجاني.
دأبت على تقديم حفلات غنائية دون ميكروفون، وقد نالت تقديراً عالياً في هذا الصدد حين قدّمت من نحو عامين في دار الاوبرا في الكويت (مركز الشيخ جابر الأحمد الصباح) مع فرقة المركز وكورالها، حفلتين غنائيّتين دون أي مكبّرات صوتيّة، ولجمهور فاق الألف شخص، وكانت بذا اول مطربة عربيّة تغني على خشبة هذا المسرح الكبير بالذات، غناء كلاسيكيّاً عربيّاً من دون ميكروفون.
وبعد إحيائها في صيف ٢٠١٨ حفلة ناجحة جداً ضمن مهرجانات بعلبك الدولية، عادت عام ٢٠١٩ وقدّمت ثلاث حفلات اعتبرت من أنجح حفلات المهرجان خلال السنوات الأخيرة.
أصدرت صيف ٢٠١٩ في متحف سرسق ألبومها الأخير "أرض الغجر" وقد سجّلته بين براغ وبلجيكا، كييف ولبنان أضيف إلى باقة ألبوماتها السّتة، وأشهرها "كَتَبْتَني" و "شهد".
كما تتحضّر لإطلاق ألبومين جديدين، الأول يستكمل تجربتها مع الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، والثاني بعنوان "ملح وظلال" تتعاون فيه مع الفنانين "ساري وعياد خليفة" في تجربة شعريّة موسيقيّة جديدة.
عام ٢٠١٩ وإثر نجاحاتها ضمن مهرجانات بعلبك، منحَتها عائلة الراحل الموسيقار الكبير جائزة "منير بشير للإبداع الفني" وذلك عن "مُجمل إنجازاتها وأعمالها الموسيقيّة المتفرّدة إبداعاً ورقيّاً ومسيرتها الفنيّة الأصيلة"؛ تكريم حصل في قلعة بعلبك عن مؤسسة "نهاوند" للاتصال الحضاري بين الشرق والغرب ومقرّها في هولندا و يرأسها نجل الرّاحل الكبير الفنان العالمي عمر بشير.
أديب "نوبل" غونتر غراس وصفها بأن لها قدرة عجيبة على موسقة الشعر، والشاعر "سعيد عقل" قال عنها: "يحلو لي أن أسمّيها رنغانا، إسم فينيقي يحمل في تردّداته رنيناً كونياً ..."
و"معجزة الحناجر المبارَكة " كان وصف الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي لها...
جاهدة وهبه صوتٌ أهدى المكتبة العربية ألحاناً كثيرة معيداً للقصيدة الغنائية أحرف الشّرف الخاصة بها في زمن الغوغائية، وأداءٌ مصقولٌ مُترف، كرّسا هويةً للصوت، أرادتها سيّدةُ هذا الصوت، مساحةً للانخطاف ومداراً صوفياً مفتوحاً على الدهشة.a